مسكينة هي الكلمات . . فبعد ان دللتها كثيرا . . وأحببتها كثيرا وقفت أمامي مباشرة . .
وضعت عينها في عيني وقالت وداعاً يا صديقي فلعلي سأموت الآن . . ولغرابة الموقف
لم أصدم . . ولم أستغرب ! !
فقد كنت أستشعر أن موتها يقترب رويداً رويداً . . حيث أنها لم تعد تطاوعني كما كانت
هذا إذا ماكانت قد طاوعتني ذات يوم .
عندما حان الموعد لم تغب الكلمات . . ولم تبتعد . . ولكنها فقط تحجرت
/ مؤلم أن تتحجر الكلمة / عينيها فقط كانت تتحركان . . سألتها إن كانت تسمعني ؟
هزت برأسها أن نعم !
أعدت السؤال :- أأستشعرتني ذات يوم ؟ أسبلت رموش عينيها فقلت . .
أتعترفين لي بأيما فضل ؟ بأيما وضع ؟ بأيما موقع ؟
لسوء حظي كان الموعد قد أزف . . وكانت الكلمات تعيش لحظاتها الأخيرة . .
انتفضت قليلاً . . بل قليلاً جداً حتى أعتقدت أنها مجرد إغماءة . . أو لعله سبات . .
ولكن الانتفاضة همدت . . والإغفاءة قد طالت . . اقتربت منها قبلتها ناحية القبلة . .
وما استطعت أن أقبلها ما بين العينين . . لدهشتي كانت الكلمات تبتسم كعادتها . .
أنستني الابتسامة فجيعة الموت . . فحاولت جاهداً إستكناه المعنى الغارق في اللا وضوح . .
المستلقي على صفحة اللا مبالاة . . يا للخجل ! ! فلقد كانت ابتسامة سخرية . . عجباً ! !
أترفض مطاوعتي وتغادرني . . ثم تبتسم ساخرة مني ؟!
أتغادر وهي تستيقن أنني لم أعد أمتهن غيرها منذ أن تعودت مداعبتها ؟
أتسخر وهي تعرف أن بعض حرفتي صناعة مثلها ؟ !
ترفض مطاوعتي لتشعرني بأن اليوم ليس لي . . وغداً لن يكون من صنعي ! !
فيضٌ من أسئلة يترقرق من ذاتي .
جورٌ . . ما بعده جور
فجيعةٌ . . ما لها ما بعدها
ألمٌ . . أحد من النصل
حيرةٌ . . تقطع الفكر
كابوسٌ . . يقضُ المضجع
كلماتٌ تغادر . . وعيونٌ تنطفئ
آمالٌ ما تحققت . . أمورٌ لم تفهم . . وأرقٌ ملّهُ النوم
كيانٌ ما عاد كيان . . وفراقٌ يصنعه اللا ترتيب . .
ترتيب يقطعه اللا ثبات . .
ونوايا ما عادت معروفة
وأشياء ليست كالأشياء ! !
عجزٌ . . وقلمٌ . . وورقةْ
آخرُ ليل . . وقبيل طلوع فجر . .
لا فهمٌ مطبق . . ولا شعورٍ متبادل