الصيدلة هو علم من العلوم الطبية الذى لاغنى لأي مستشفى عنه موجود من الاف السنيين و قد حدث له تطورات كثيرا منها ما لم يصل الينا حتى الان, ما علاقة كلامنا هذا بالعنوان؟ سؤال يطرح نفسه, و الحديث هنا عن مدير مستشفى الجلاء لأمراض النساء و التوليد بطرابلس, و لو أردنا الحديث عن سياسة هذا الرجل في ادارة المستشفى فإننا سنتشعب كثيرا في دهاليز التعريفات و المسميات الملازمة للفساد الإداري و البيروقراطية و تصفية الحسابات..
لكنني و بصفتي من الطاقم الطبى بالمستشفى فسأتحدث عن سياسته مع الصيدلية و العاملين بها أي الصيادلة, و الدكتور الذي صرح و في أكثر من اجتماع بأنه لا يعترف بالصيدلة كعلم و لا يرى أن له أي دور بالمستشفى, بل إنه تخطى هذا الحد في كثير من الاجتماعات و تعدى على الصيادلة بالشتم و الاهانة و الاستخفاف و في آخر اجتماع قام بطرد زميلة اعترضت على استخفافه المتكرر بدور الصيدلية..
هذا الطبيب لم يضع أي صيدلي في لجنة شراء الادوية.. بل إنه وضع ثلاثة اشخاص احدهم من قسم الصيانة و الاخر من القرطاسية و الاخير من () و هذا ما يجعلني أضع علامات استفهام كثيرة.. ما علاقة كل هؤلاء بالادوية .. و ما هي المعرفة التي تخولهم باختيار الادوية و الشركة الموردة؟.. الاجابة الطبيعية و التي اصبحت دارجة على الألسن هي ال " البزنس"... كل شيء قابل " للبزنس " و كل شي مقبول طالما انه يجني أمولا..أما أرواح الناس و أموال الدولة للمهدورة فهي متروكة للبركة .. و لهذا السبب فان المستشفى و في فترات كثيرة عاني و لا يزال يعاني من نقص لمستلزمات طبية شديدة الأهمية حاول كثير من الصيادلة تغطيته و بكافاءة . و ننوه أنهم لم يتلقوا عن ذلك اي رسالة شكر أو تشجيع بل إن شكاويهم لم تقبل خصوصا تلك المتعلقة بسوء الاوضاع في مخزن الأدوية و عدم ملاءمته لحفظ الأدوية..
مؤخرا قام الدكتور بركن مديرة الصيدلية لسنوات متواصلة على الرف كنوع من تصفية الحسابات.. و وضع مكانها صيدلانية أخرى خبرتها داخل المستشفى سنتين فقط.. اكملت هذه المديرة عميلة تصفيه الحسابات الخاصة بها.. من عدم مساواة في العمل و ساعاته.. الى العقاب المعنوي.. و رغم انها لم تكمل شهرا حتى الان فانها اضاعت المعلومات الخاصة بجرد 2008 و السجل الخاص بالمستلزمات الطبية المشتراة لسنة 2009.
في الأشهر الماضية حدثت جريمة بالمستشفى تم تغطيتها دون علم الجهات المختصة .. و هي قيام أحد الممرضات بسرقة أدوية المخدرات.. و شيء كهذا كان لزاما تحويله للنيابة العامة لأنه يعتبر جريمة جنائية.. تم عرض الممرضة للتحقيق و تبين انها تسرق هذه الأدوية.. و لم يحدث شيء.. هذه الممرضة الخائنة لشرف المهنة لاتزال تعمل حتى يومنا هذا بالمستشفى..
الجريمة الأخرى التي تتم بالمستشفى هي تداول الحشيش .. تخيلوا معي مستشفى للنساء و الولادة يتعاطى بعض العاملين به الحشيش أثناء مزاولة عملهم الرسمي ..هو ذاته المستشفى الذي نضع فيه بناتنا و زوجاتنا و قريباتنا.. و لو ألقيت نظرة مقربة على المتعاطين فانك ستجد ان معظمهم من الذين عينهم المدير الموقر.. و عند سؤالك عن مسوغات تعيينهم فإنك ستعرف أن معظم هذا الشباب المدمن هم من سكان المنطقة
" المنصورة" فاستحقوا بذلك أن يدخلوا للمستشفى من أوسع الأبواب و دونما ضوابط..
هذا قليل من كثير مما يحدث داخل المستشفى الذي تفخر ليبيا بأنه أكبر مستشفى للنساء و التوليد في حوض البحر الابيض المتوسط.. وددت أن أضعه بين يدي كل مسؤول في الرقابة أو النيابة العامة أو اللجنة الشعبية العامة للصحة او نقابة الاطباء او الصيادلة مهما كانت مسؤوليته صغيرة.. و اذكره بأن الواجب يحتم علينا وضع حد لكل هذا.
و لأنه لم يعد هناك مكان للصمت أو السكوت فما يضيع يضيع من حق بلادنا و من حاضرها.. و من أمانتا التي نحن مسؤولون عليها أمام الله سبحانه..