الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين قائد الغر المجلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى أله وصحبة أجمعين لاسيما خلفائة الراشدين أبا بكر وعمر وعثمان وعلي
ومـن سـار على نهجهم إلى يـوم الديــن
نبذة تاريخية
انتقلت مجموعات من السلافيين نحو يوغوسلافيا في القرن السادس الميلادي، مهاجرين إليها من جنوب بولندا وروسيا، وعُرفوا بعد ذلك بالسلاف الجنوبيين. وقامت كل مجموعة سلافية بإنشاء دولتها المستقلة الخاصة بها. فمثلاً أسس الكروات كرواتيا، وأسس الصرب صربيا. وبحلول عام 1400م كانت أراضي السلاف الجنوبيين كلها تقريبًا تحت الحكم الأجنبي، حيث حكمت النمسا سلوفينيا، وحكم المجريون كرواتيا. والدولة العثمانية كانت تحكم صربيا التي كانت تشمل كذلك ما يسمى الآن مقدونيا والجبل الأسود، كذلك كان العثمانيون ـ وكان مقرهم تركيا الحالية ـ يحكمون البوسنة والهرسك. وكان الإقليم الساحلي المسمى دالماشيا، وهو جزء من كرواتيا، تحت حكم أهل البندقية.
التحرك نحو توحيد السلافيين. بدأت هذه الحركة في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. فقد توحدت سلوفينيا وكرواتيا تحت حكم نابليون الأول الفرنسي، ثم ارتبطتا بصورة رسمية بآل هابسبيرج حكام النمسا والمجر. ولكن فترة الاتحاد بين سلوفينيا والكروات قصيرة الأجل شجعت الطرفين على السعي لتأسيس دولة السلافيين الجنوبيين. واهتمت صربيا التي نالت استقلالها من العثمانيين سنة 1878م بهذه الحركة. غير أن دولة النمسا ـ المجر التي كانت تحكم سلوفينيا حالت دون منح هذه المنطقة استقلالها، بل إنها إضافة إلى ذلك قامت بضم البوسنة والهرسك.
اشتدت الحركة المطالبة بتوحيد السلاف الجنوبيين في أوائل القرن العشرين. وفي 28 يونيو 1914م أقدم كافريلو برنسيب، وهو صربي من البوسنة، على اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانسيس فرديناند في سراييفو. واتهمت النمسا ـ المجر الصرب بالتخطيط لهذا الاغتيال، وأعلنت عليهم الحرب، مما شكل بداية الحرب العالمية الأولى. وفي نهاية الحرب منيت النمسا ـ المجر بالهزيمة سنة 1918م، فاستطاع الجنوبيون تأسيس دولتهم الخاصة.
دولة جديدة. تشكلت دولة جديدة سميت مملكة الصـرب والكـروات والسلوفينيـين في أول ديسمـبر 1918م، وكانت تتألف من البوسنة والهرسك والكروات ودالماشيا والجبل الأسود وصربيا وسلوفينيا. وأصبح الملك بيتر الأول ملك صربيا ملكًا للدولة الجديدة. وكان شيخًا مسنًا ومريضًا، لذلك ناب عنه ابنه ألكسندر في حكم البلاد. وعندما توفي بيتر خلفه ابنه باسم الملك ألكسندر الأول.
وسرعان ما ظهرت المشاكل، إذ اعتقد السلوفينيون والكروات بأن الصرب يتمتعون بنفوذ أكبر في الحكومة، وطالبوا بسلطات أوسع لإدارة شؤونهم المحلية. وأوجدت المجموعات العرقية الكثيرة الموجودة في البلاد مشاكل إضافية أخرى للوحدة.