أطفالنا وأسنان دائمة وسليمة

بعض المراجع التاريخية تذكر أن الملك الفرنسي "لويس الرابع عشر" والإمبراطور "نابليون" ولدا وفي فمهما سن صغير وليس ملعقة ذهب وربما يعتبر ذلك مؤشراً على تميزهما في الحياة.

ولا يوجد عمر محدد لظهور أول سن لكن في الإجمال يبدأ من عمر الستة أشهر ويصاحب ذلك مجموعة أعراض تتمثل في ارتفاع بسيط في درجة الحرارة وفقدان الشهية وزيادة في إفراز اللعاب والشعور بعدم الارتياح فيمكن التخفيف من هذه الأعراض بإعطاء الطفل "العضاضة" أو دهن اللثة بمرهم خاص، وإعطائه مخفضاً للحرارة كما ننصح بتغذية الطفل أثناء مرحلة التسنين من خلال زيادة الألبان والجبن وعصير الجوافة والليمون فهذه الأشياء تحتوي على فيتامين "ج" و"الكالسيوم" التي تُكون عناصر مهمة لتقوية الجهاز المناعي للجسم، وينصح خلال هذه الفترة بالرضاعة الطبيعية فهي خير تغذية لاحتوائها على كل العناصر والفيتامينات والأملاح التي يحتاجها الطفل لتقوية جهازه المناعي، بالإضافة إلى العناية الأولية للطفل بأسنانه يتطلب تنظيفها مرتين يومياً من الرواسب الجيرية.

ويمكن استخدام قطعة من الشاش المطهر المبلل بالماء، وبفرشاة صغيرة لينة، وذلك يساعد في عدم تراكم الطبقات الجيرية على أسنان الطفل اللبنية، إضافة إلى تعويد الطفل على العناية بأسنانه بانتظام..

ومن هنا يأتي دور الأم في تدريب وتعويد الطفل على استخدام الفرشاة بطريقة سليمة وصحية كما يجب أن تمتنع الأم عن مشاركة الطعام مع الطفل في الملعقة ذاتها لكي لا تنتقل الجراثيم إلى فم الطفل وتجنب استخدام الرضاعة بشكل دائم ومطول للطفل فهي تعرض طفلك للإصابة بمرض يطلق عليه "تسوس الرضاعة" وهو شائع جداً بين الأطفال في عمر ال 18 و 24 شهر كما يجب التخلص من فكرة أن السكاكر والشوكولاته هما المسؤولتان عن حدوث التسوس وذلك أن ثمة دراسات تشير إلى احتواء أغلبية الأطعمة التي يتناولها عادة الطفل مثل "الفاكهة والخبز والحبوب المتنوعة" وغيرها على مواد من شأنها أن تضر بصحة أسنانهم ومن هنا يُشدد الأطباء على أهمية التفريش المنتظم للأسنان لحمايتها من التسوس أو الإصابة بالالتهابات.

كما يجب زيارة طبيب الأسنان لتأكد من سلامة الأسنان وتجنب حدوث التسوس الذي يبدأ في الظهور على السن نتيجة المواد الحمضية التي تفرزها بعض أنواع البكتيريا التي تحيا بالفم بتحليل معادن السن وإحداث ثقب فيها وتحتاج البكتيريا كما تتمكن من إفراز هذه الأحماض المؤذية إلى استغلال السكر المتوفر في المأكولات مثل "الفلوكوز- الفركتوز- اللاّكتوز" أو النشويات المطهية، ومن هنا كلما كان الطفل أكثر تناولاً للسكاكر والحلويات والمأكولات التي تحوي نسبة عالية من السكر فإنه يعرض أسنانه لخطر الإصابة بالتسوس، لذا كلما أبكرت الأم في تعريف طفلها لطبيب الأسنان كان ذلك حماية له من التسوس.