منتديات قمة ليبيا | Top-Libya
|
|
| سلسلة بائع الكلمات من الترهوني | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Tarhoni عضو مشرف
عدد الرسائل : 209 السٌّمعَة : 19 نقاط : 59253 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني الأربعاء 4 فبراير - 16:32:41 | |
| سلسلة بائع الكلمات من الترهوني
السلام عليكم
حبيت أشارك في المنتدي بموضوع خطر على بالي وهو في قسم الأدب الساخر كما عرفنا قسم الأدب الساخر تم إفتتاحه في بادية هدة السنة ولاحظت أنه توجد الكثير من المشاراكات به فلهدا حبيت أني أشارك بسلسلة بائع الكلمات كهدية بسيطه للمنتدي ... منتدي قمة ليبيا ... إبدآع مٌتواصل ...
أبدا بإسم الله ... | |
| | | Tarhoni عضو مشرف
عدد الرسائل : 209 السٌّمعَة : 19 نقاط : 59253 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: رد: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني الأربعاء 4 فبراير - 16:34:38 | |
| السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
تحية طيبة ,,,
"" بــــــــــــــــــائع الكلمـــــــــات ""
=== أيام أحفظها !! ===
ما الهدف من هذا كله؟؟ ,,
كان هذا السؤال يتردد كثيرا في ذهني , رغم أني لم أذكره يوما علي لساني , ولا أدري إن كنت سأجد جوابا له في يوم ما . كان هذا السؤال الذي جعلني أصحو من شرودي رغم أنه نفس السؤال الذي بدأ به هذا الشرود . تحسست فنجان قهوتي لأعرف أنه أصبح باردا لبرود ما بداخله من قهوة التي لم ألمسها ولم أتذوقها حتي , كنت أهم بطلب فنجان قهوة آخر لولا أني أحسست بالضجر فجأة فالمكان الذي أجلس به مكرر والأفكار التي تراودني في هذا المكان مكررة حتي إني أحسست بأني أقوم بتصرفات أحفظها ظهرا عن قلب . وهنا طلبت من النادلة الشابة المجئ وكانت بسرعة أمامي مبتسمة :
- هل من طلب آخر سيدي .
أخرجت ثمن القهوة من محفظتي ووضعتها علي المائدة مع زيادة معهودة مني وأجبت :
- شكرا جزيلا . - ولكنك لم تشرب قهوتك سيدي , هل من خطب ما
وهنا لم أجبها بل اكتفيت بإشارة امتنان برأسي .
وخرجت من المقهى لأنسى كل الأفكار الشفافة التي كانت تراودني ولأصبح أنسانا جادا يفكر في مواعيد عمله وتوجهت فعلا للشركة التي أصبحت مالكا لأكثر من ثلث الأسهم بها ورئيسا لمجلس إدارتها ,
وصلت لمبني من أربع طوابق الذي يعتبر شاهق الارتفاع بالنسبة لمباني مدينة صغيرة وجميلة مثل درنة دخلت المبني وانهال علي عدد هائل من الكلمات معظمها كانت صباح الخير سيدي وكنت انتظر في الرد لأرد علي مجموعة كاملة في آن واحد وكالعادة دخلت مسرعا إلي مكتبي في الطابق الأول لما لدي من مقت للسلالم والمصاعد , وواجهني مدير مكتبي الوسيم ,أسامة :
- صباح الخير سيدي .
- صباح الخير أسامة ولا داعي لكلمة سيدي أنت تعرف أننا أصدقاء .
- حسنا , مهند , سأتبعك بمواعيدك اليوم بعد عشر دقائق علي الأكثر .
توقفت قليلا عند هذه الجملة توقفا لا أظن أن أسامة لاحظه ثم دخلت لمكتبي وأنا أفكر يا تري كم مضى من الوقت لم أسمع اسمي علي لسان بشر ,,, لو لم أعاتب أسامة اليوم لاستمر بمناداتي بالأسماء الزائفة التي نقولها دون علم بمحتواها حضرتك و يا سيدي ,, اشتقت لأسمي ,,,, كلا بل اشتقت لنفسي ,, اشتقت لابتسامتي التي حولها المال إلى شكل يرسم علي الوجه لكسب ود الناس .
هنا دخل أسامة وبيده مجموعة من الأوراق المنظمة وجلس بجانبي دون إذن وبدأنا شيئا فشيئا نغرق في أوراقنا وننسى أنفسنا.
| |
| | | Tarhoni عضو مشرف
عدد الرسائل : 209 السٌّمعَة : 19 نقاط : 59253 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: رد: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني الأربعاء 4 فبراير - 16:36:01 | |
| == طرقات مختلفة ==
لم أنتهي من اعمالي هذا اليوم إلا في ساعة متأخرة كالعادة وأحسست أني تخاطبت مع نصف سكان ليبيا إما هاتفيا أو شخصيا وكان يوما مرهقا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وها هي الساعة تقارب التاسعة مساءا و أسامة لازال منهمكا بترتيب بعض أوراقه .
- أسامة دعك من هذا واقترب مني أريد أن أتحدث معك قليلا .
اقترب أسامة مني ولا زالت بيديه أوراقه ويتفحصها دون النظر إلي ودون أن يخاطبني .
- أسامة دع عنك هذه الأوراق قليلا واجلس أريد التحدث معك قليلا .
هنا رفع أسامة رأسه ناحيتي باستغراب وترك الأوراق علي مكتبي وجلس أمامي دون أن ينطق كلمة , إنما لاتزال نظرته المندهشة ترتسم علي وجهه .
- أسامة كيف حال خطيبتك ؟
- نشكر الله علي نعمته يا مهند , إنما هي بضع شهور ونقيم زفافنا إن شاء الله فقد أكملت بناء بيتي ولا تزال هناك بعض التفاصيل .
- أتحبها يا أسامة ؟؟ .
- طبعا أحبها , بل انظر لها علي أنها أجمل البشر وأتوق ليوم نكون فيه عائلة واحدة , إنما لما السؤال ؟
- لا أدري ماذا أصابني اليوم يا أسامة , أحس أنني أخرج عن المألوف , أحس أنه حان الوقت لتغيير نمط حياتي .
تردد أسامة هنا في الرد علي وبدا أنه يريد أن يدخل في ذهني ويعرف ماذا أعني , ولكنه استجمع شجاعته ورد بغضب غير معهود من هذا الشخص الطيب والودود
- مهند ,,,, أنت إنسان طيب وتكتمل فيك صفات الإنسان الناجح ,, لكن ألم تفكر في يوم ما هي عيوبك ,, ألم تفكر في يوم أن تزيل الثلج عن وجهك وقلبك ,,, ألم تفكر يوما بعد جمع هذا المال , ما الهدف من هذا كله؟؟ ,,
صعقني هذا السؤال الذي كان يتردد في ذهني كل يوم فقد حان الوقت لأجاوب , حان الوقت ليواجهني به شخص ماء .
- إنني بحاجة لإجازة .
قلت هذه الجملة دون أن أفكر ما هي عواقبها ولكن ظهرت ملامح السرور علي وجه أسامة - هذا بالضبط ما تحتاج إليه مهند ,,, إجازة ,,, ليس لكي ترتاح لا , إنما لكي تفكر في بناء حياتك , اعذرني يا مهند ولكن رغم هذا المال وهذا النجاح ولكنك تعتبر لا شئ دون عائلة , أنت الآن عبارة عن آلة تعمل بلا توقف .
هنا تهالكت علي كرسي وأجبت بانهزام كامل :
- شكرا اسامة فقد كنت بحاجة لنصيحة , لمجرد نصيحة .
- هيا سيدي أنت بحاجة لأن تستريح وغدا يمكنك الحظور متأخرا وسأنظم أمر الإجازة .
كانت كلمات أسامة مؤثرة فعلا وأحسست أني أطيعه مثل طفل صغير لا يعرف معني التصرف السوي , إنصرفت بعدما ألقيت التحية علي أسامة وركبت سيارتي وانطلقت ناحية البيت , | |
| | | Tarhoni عضو مشرف
عدد الرسائل : 209 السٌّمعَة : 19 نقاط : 59253 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: رد: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني الأربعاء 4 فبراير - 16:37:45 | |
| == إيساسي ويتشرط == كالعادة في هذه الأيام عدد الزبائن يعد على الأصابع فالناس بدأت تريد قهوة الآلة بدل قهوة البيت العادية , وفطائر سريعة التحظير في فرن بالكهرباء بدل فطائر فرننا الفحمي القديم , ولكني لازلت أصر أن فرننا العتيق يجعل الأكل ألذ .
أكملنا يومنا دون تعب يذكر وهممنا أنا وسارة باقفال المقهى باكرا فنحن لسنا بحاجة إلي كلام أقسى من الذي نسمعه لمجرد أننا نعمل .
هنا لاحظت لمحة من الحزن علي وجه سارة , فأسرعت ناحيتها لكي أغير مجازها وقلت ممازحة :
- لا تحزني فقلة زبائننا تريحنا في اختيار أزواج لنا .
هنا لاحظت أني ثقيلة فسارة لم تتغير ملامح وجهها , بل بدا أن هناك دموع ستقفز من عينيها .
- ما بالك سارة لما هذا الحزن ؟؟. - لقد خاطبني صاحب العقار يا علياء هاتفيا اليوم وقال لي أنه لدينا من الوقت إسبوعين لكي نخلي المكان .
وقعت علي الكلمة مثل الصاعقة , وأحسست فعلا أن الأرض تبتلعني
- ولكن لما ؟؟ فنحن ندفع ما علينا من مستحقات قبل موعدها ونعامله بلطف دائما - لا تلومي الرجل يا علياء فهناك دائما أناس يضغطون عليه لكي لا نعمل , ولا ألومهم أيضا , فهم لا يعرفون ما هي الظروف التي جعلتنا نعمل .
وهنا صرخت وقد تطايرت دموعي التي لطالما تحكمت بها ولم أترك لها مجالا لكي تخرج من مقلتي .
- ولكن هذا ظلم هذا ظلم ,, سأقتلهم جميعا , وخرجت ركضا نحو الشارع الذي لا يزال فيه بعض المارة التي تنظر بتعجب وتوجهت لبيتنا الصغير الذي هوا عبارة عن حجرة وحيدة للنوم وحجرة معيشة ومطبخ صغير وحمام أصغر و الذي يبعد أمتارا قليلة من مكان المقهي وادخلت مفاتيح البيت بعصبية ليسقط مني والتقطه وافتح الباب واتوجه نحو سريري الصغير استلقي وأترك لدموعي كل حقوقها التي سلبتها طيلة هذه السنين ,
| |
| | | Tarhoni عضو مشرف
عدد الرسائل : 209 السٌّمعَة : 19 نقاط : 59253 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: رد: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني الأربعاء 4 فبراير - 16:51:27 | |
| ===أمور تتغير ===
انطلقت بالسيارة متجها نحو البيت ولكنني وجدت نفسي أجوب شوارع المدينة متناسيا تعب اليوم الطويل , باحثا في الأزقة الضيقة عن التجديد , متحيراً أحيانا لوجود أشياء ثابتة منذ سنوات لم أعرها في يوم إهتمامي , المخبز القديم الذي لا يقفل أبوابه , ورائحة الخبز الزكية تنبعث من نوافذه الصغيرة , وذلك المتسول العجوز يحاول إخفاء جسده الضئيل تحت عبائته المهترئة هربا من برد الليل . ومررت بجانب المقهى القديم حيث احتسي قهوتي كل يوم . وكأني لأول مرة أرى هذا المقهى واجهته الزجاجية يحيطها الخشب الداكن .. يجعل منه مقهى كلاسيكي وكأنه أحد مقاهي " فيينا " الحزينة فلا ينقصه إلا نغمات موزارت تنبعث بهدوؤ من الداخل , تمنيت لو انه غير مقفل , فأنا لم أشرب قهوتي اليوم واشتقت لتلك القهوة من أيدي الفتاة البسيطة صاحبة الإبتسامة الجبلية الخلابة . تجاوزت هذا الحي لأجد نفسي أمام بيتي اتفقد تفاصيله الباردة هو الآخر . ركنت سيارتي والتقطت معطفي من المقعد الخلفي متجها إلى سريري مباشرة , لآخد قسطا من النوم , ولكن هي هات أن يقترب النوم من جفني وأنا أعيدالنظر لكامل حياتي . لا أدري لما طردت جميع الأفكار التي تجوب بخاطري في ذلك الوقت وبقيت صورة وحيدة تقف في ذهني ولم أستطع نزعها . كانت صورة فتاة متوسطة الطول بيضاء البشرة صاحبة عيون كبيرة تتلألأ كلما ابتسمت تلك الإبتسامة العربية الخلابة . كلما تحضر فنجان القهوة . ولم تفارقني هذه الصورة إلا بصوت منبه ساعتي يخبرني بوقت صلاة الفجر فقمت من سريري واغتسلت وأديت الفريضة ودخلت لغرفتي باحثا عن جهاز تشغيل التلفزيون لأسمع آخر الأخبار الإقتصادية , وهنا توقفت لأحدث نفسي بصوت عالي :
- ها أنا أعود لنفس العادات المضجرة , من غيري في هذه البلدة يستمع للنشرة الإقتصادية في السابعة صباحاً.
وابتسمت وقررت ألا أفتح التلفزيون .
وخرجت في هدوؤ ذاهبا إلى تلك المقهى , فقد اشتقت للقهوة اللذيذة .
ولا أدري إن كنت اشتقت للقهوة اللذيذة أم لتلك الإبتسامة اللذيذة . ولكن مستحيل !!! كانت القهوة مقفلة .... لعدة سنوات لم أراها مقفلة في الصباح الباكر !! | |
| | | Tarhoni عضو مشرف
عدد الرسائل : 209 السٌّمعَة : 19 نقاط : 59253 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: رد: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني الأربعاء 4 فبراير - 16:58:21 | |
| ==تركت لدموعي مجالا كبيرا هذه الليلة .==
تركت لدموعي مجالا كبيرا هذه الليلة . ضاقت جدران غرفتي بي أكثر من ضيقها بواقعها , وتبللت وسادتي البيضاء بتلك الدموع , وشهقاتي ترتفع مثل طفلة صغيرة سرقوا منها دميتها المفضلة , رغم أني لم تكن عندي دمية في يومٍ ما , لم تكن دموعي بسبب المقهى فقط بل جمعت دموعي لسنوات ولسنوات دموع قسوة السنين ونظرات الناس المحتقرة لآدميتي , لنظرات الشفقة أحيانا التي آراها في عيون جارتنا الطيبة . دخلت سارة البيت بعدي ببطء وجاءت نحوي لتواسيني وتخفف من حالي ولكن هي هات أن تفعل , فقد كنت منذ قليل أنا احاول ذلك . وهنا بدأت الجدية في نبرة صوت سارة : - مررنا بأوقات أصعب من هذه علياء , يجب أن نكون أقواء لنعيش بشرف . وتغيرت الجدية فجأة لتصبح دموعا غزيرة : - لا تضعفي أرجوكي علياء فأنتي من تبقينني قوية . مسحت دموعي في عجل وقمت مخاطبة إياها : - لن نضعف يا سارة فنحن فعلا مررنا بأوقات أصعب من هذه فعلا , سنأخد مكانا ىخر وسأبحث عمن يقرضنا ثمن آلة القهوة , وسنبدأ من جديد , ولدينا زبائننا الدائمون سيبحثون عنا حتما .
قلت هذه الكلمة وفي ذهني شاب لم يفارق ذهني يوماً يرتشف القهوة بهدوؤ دون أن يعيرني أي اهتمام .
استلقينا لننام قليلا وسارة تخبرني بأننا لن نفتح أبواب المقهى في الصباح فهي ستذهب لصاحب العقار لتأخد منه مدة لكي نستطيع التغيير لمكان آخر.
- ولكننا نعمل باكرا دائما . ابتسمت سارة بخبث : - دعيه يوما يشتاق لكي . عقدت حاجبي محاولة الإستنكار ولكنها استطردت : - دعي عنك هذه الأوهام يا غبية فهو لن يعيرك إهتمامه فهو غالبا سيتزوج إبنة أحد أقاربه الأغنياء .
استلقيت ولم أرد على جملتها الأخيرة ولكنني استغرقت في تفكير عميق ولم أدري إلا وأنا نائمة وآخر شئ أتذكره خيال شخص يشرب القهوة صباحا .
ولم أفق إلا على صوت طرقات خفيفة مترددة على باب حجرتنا وفراش سارة خالي بجانبي .
| |
| | | Tarhoni عضو مشرف
عدد الرسائل : 209 السٌّمعَة : 19 نقاط : 59253 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: رد: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني الأربعاء 4 فبراير - 16:59:35 | |
| === لقاء ... ===
لازلت أحدق في الواجهة الزجاجية , أحاول أن ألمح بشرا داخل المقهى عله يخبرني أن المقهى سيفتح ابوابه الآن . وانتظرت وانتظرت والوقت يمر ببطء شديد ولا أفعل شيئا إلا الإنتظار حتى إنني لم أفكر في شئ آخر ومرت ساعة كاملة وأنا اجلس في السيارة أحدق في المقهى وبدأ الياس يتسلل إلى صدري وهممت بالرحيل , إلا أن القتالية برزت كعادتها بداخلي وارتجلت من سيارتي وعبرت الطريق بخطوات واسعة , واقتربت من الزجاج أحاول إيجاد شخص ما ولكن يبدو انه لا يوجد أحد . دخلت لبائع المجوهرات المجاور أسأل عن القهى : - صباح الخير سيدي . لمعت عينا الرجل وهو يرى رجلا يرتدي طقما لا يقل ثمنه عن الألفا جنيه وكدت أن أرى لعابه يسيل : - صباح الخير سيدي , أهلا أهلا بك . حاولت ابداء بعد التهذيب لأنني لست بزبون : - إنني أسأل عن المقهى المجاور لماذا هو مغلق اليوم ؟ تغيرت ملامح التاجر وإن كان يحاول إخفائها : - يبدوا أن " الخادمات " لم يستيقضوا اليوم أو إنهم رحلوا عنا . لم يعجبني وصفه المستهزئ واستشاط الغضب بداخلي وبدون إرادة قررت إذلاله : - حسنا , أنا مهتم بجمع بعض المجوهرات الفريدة والغريبة . رجعت ملامح الطمع تملاء وجه التاجر وتصبب العرق من جبهته الممتلئة حتى وصل لذقنه الأشعث والممتلئ : - لدي ما يثير اهتماماك سيدي , سأعرض عليك بعض الأحجار الكريمة والنادرة . اجبت باقتضاب ودون اهتمام , وأنا افكر في المقهى ولا ادري من أين جاء كل هذا الإهتمام : - حسنا .
أخذت اتفنن في إذلال التاجر وبجعله كخادم لرغباتي الغريبة في المجهورات , واستغرقت ساعة أخرى حتى وقع نظري على حجر أسود صغير يحيطه ذهب أبيض بتنسيق صغير ومتناغم , ورغم أن رغبتي كانت اذلال التاجر إلا أن الخاتم أسرني وشدني إليه بقوة , فسألت عن ثمنه وزاد التاجر في السعر وقال لي أنه يساوي ثلاثة آلاف دينار ولكنني كنت تاجرا أيضا , قلت له هذا يساوي آلفا دينار وأنت تغالي علي , واستمرت المجادلة حتى اشتريت الخاتم بألفين وثلاثمئة دينار , وكتبت للتاجر صكاً بالمبلغ وهممت بالخروج لولا أن التاجر استوقفني وكأنه يمحي ذنوبه :
- بيت أصحاب المقهي يقع في الزقاق المجاور بجانب خزان الياه القديم .
سعدت برده الاخير وانطلقت بخطوات تكاد تكون واثبة نحو ذلك الزقاق لارى ما يشبه بيت أشباح بجانب خزان للمياه اهترئ ولم يعد يصلح لشئ . ترددت كثيرا وأنا اقف امام ذلك الباب الخشبي العتيق وترددت وترددت ولكنني الآن أطرق الباب بحذر وكانني أسرق شيئا .
وفتح الباب .
وكانت فتاة ليست بالغريبة وإنما هي غريبة اليوم فأنا لم أركز يوما في تفاصيل وجهها لهذه الدرجة إلا اليوم . وتساقطت خصلة من شعرها الأسود على جبينها الذي يكاد يبرق برقا وعينان كبيرتان اكاد ازجم أنها مذهولتان لرؤيتي .
وهنا تذكرت أنني يجب ان أتكلم فأنا أحدق بصمت منذ برهة .
| |
| | | Tarhoni عضو مشرف
عدد الرسائل : 209 السٌّمعَة : 19 نقاط : 59253 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: رد: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني الأربعاء 4 فبراير - 17:04:32 | |
| صوت طرقات خفيف
قمت متثاقلة على صوت طرقات خفيفة ووجدت فراش سارة خاليا ولست متعودة على هذا النوم المتأخر , ووضعت حجابي على رأسي وتوجهت للباب ولازلت نصف نائمة حتى إنني لم أسأل من يطرق الباب فلست متعودة على من يطرق بابنا بل حتى كان صوت الطرقات غريبا كأنني أول مرة أسمعه وتوقعت أن تكون سارة أنهت مشوارها ونسيت مفاتيحها . وفتحت الباب
لأجد آخر شخص كنت أتوقعه أمامي واقفا مباشرة أمامي ينظر إلى بنظرة متفحصة .
ووقفت منذهلة لما يحدث وتشاجرت الأفكار برأسي فأنا الآن أحلم .
متأكدة أنني أحلم .
نعم أنا أحلم .
لا يمكن .. بل مستحيل
ولكنني لأول مرة أرى حلما بهذا الوضوح , وأخدتني الأفكار وأنا كالصنم أمام هذا السيد الوسيم ومرت اللحظات بل مرت أكثر من دقيقة والصمت سيد الموقف .
ليس الصمت بسيد الموقف وليس بشئ آخر يسيطر على الموقف كما سيطر هذا الرجل على أفكاري .
وهنا تكلم وكادت صوته ينقش نقشا في اذني :
- صباح الخير سيدتي .
من ؟؟؟ أنا ؟؟!! أنا سيدة , هل يراني إمراءة أصلا , واختنقت الحروف في حلقي بل إنها اختنقت في صدري فكل كلمة في صدري تريد أن تخرج على شكل واحد فقط .. حتى الجمل تحولت فقط لكلمة واحدة فقط .... أحبك استجمعت بعضا من شجاعتي وأجبته بارتباك : - صباح الخير سيدي . ابتسم ابتسامة جذابة كادت توقع بي في إغماءة طويلة : - إنني أتسائل إن كنتم ستفتحون أبواب المقهى اليوم . رجعت للواقع عندما ذكر اسم المقهى وأجبت بسرعة , رغم أننا قررنا عدم فتح أبوابنا اليوم : - سنفتح المقهى اليوم بعد ربع ساعة فقط من الآن . بدا السرور قد غزى وجهه الصارم وأجاب بسرعة : - حسنا سأتجول قليلا , ريثما تفتحون . لم أعرف كيف أجيب وإنما أومأت برأسي بينما يكاد الخجل يقتلني وأحس بالدم يحاول الخروج من وجنتي . وانصرف ... واغلقت الباب ووقفت مشدوهة والأفكار تتخاصم لتحل الفكرة قبل الأخرى . وهنا تذكرت شيئا .
المرآة
نعم عدوت للمرآة بسرعة لأرى هندامي وشكل وجهي وأكاد أبكي لأنني لم أرتب شيئا من مظهري ووقفت أمام المرآة فوجدت خصلة من شعري خارجة عن حجابي ولم أحس بها . ثم انتابني بعض الغرور فأنا جميلة .
ولكن ؟؟
هل رآني جميلة
| |
| | | Tarhoni عضو مشرف
عدد الرسائل : 209 السٌّمعَة : 19 نقاط : 59253 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: رد: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني الأربعاء 4 فبراير - 17:06:19 | |
| تحية طيبة ,,
=== وداع مبكر ===
صباح الخير سيدتي نطقتها وأنا أتأمل مليا في وجهها المستغرب . ردت علي في أدب فقررت أن أبتسم علي أزيح بعض القلق عني وعنها وابتسمت وفعلا أصبت هدفي فيبدوا أنها تعودت على الحديث معي ودار حديث قصير ولكنه كان يبدوا جميلا كأول حديث وقالت لي أنها ستفتح المقهى في غضون ربع ساعة فقررت أن أتجول قليلا على الأقدام عل الوقت يمر مسرعا ..
وخرجت من الزقاق أطوف الشوارع المجاورة التي كانت تبدوا لطيفة رغم تكسرها وقدم طبقاتها ولكن كان لها منظر مميز . عله هوا الذي يميز بلادنا عن غيرها وهذا ما جعلني أحبه رغم أن أغتاظ منه عندما أقود السيارة . صار مزاجي رائعا ولا أدري لماذا طرأ هذا تغيير .. أو ليس تغييراً .. كنت أتسائل وأجاوب عل الوقت يمر .. وهذا ما حدث مرت ربع ساعة كاملة ولكن .. أوه يالي من غبي .. إذا كانت طريق الذهاب اخذت مني ربع الساعة فمثلها سآخد رجوعا .. لا بأس فستحتاج لأكثر من ربع ساعة لتفتح المقهى .
رجعت وتعمدت الإبطاء في المسير .. حتى وصلت المقهى فوجدته مفتوحا وفعلا أحسست بالسرور تسرب لملامحي وكنت أول زبائن اليوم كعادتي .. ووجهت وجها آخر تسرب إليه السرور يرحب بي نعم إنها الفتاة الجميلة صاحبة المقهى . كررت التحية وجلست بزاويتي المعتادة أنتظر طلبي المعتاد , ولم تمر دقيقة حتى كانت قهوتي في طريقها إلي تحملها أجمل يدان رأتهما عيناي , وفي هذه المرة قررت أن أبادلها الحديث وفعلا نفذت ما قررته .
- أستغرب اليوم أنكم تأخرتم كل هذا الوقت ؟ ردت علي وقد ارتسمت موجة من الحزن على ملامحها : - يبدوا أننا قريبا لن نفتح أبوابنا . أجبت بسرعة وباستهجان : - ولكن لماذا ؟ ابتسمت إبتسامة رضى وقالت : - لدينا بعض الظروف .
قطعت حديثنا هذه الجملة وكأنها قالت لا شأن لك بهذا .. ولكنني أصريت على السؤال : - ولكن لماذا ؟؟
فأجابت : - إنني جد آسفة يا سيدي ولكن يبدوا أنك ستبحث عن مكان آخر تشرب فيه القهوة .
كان المقهى خاليا . رغم أن الأشغال في ذروتها في الخارج ولم أكن ألاحظ هذا وأبرره أنني أحتسي قهوتي مبكرا جدا ولكن في هذا الوقت ولا يوجد أي زبون .. ففهمت أن الأعمال ليست مزدهرة عند هذا المقهى .
أصبت بخيبة أمل لا تصدق , ولكني فهمت تماما أنه يجب علي المساعدة , وكأني أحسست أن الله قد دلني على هاتين الفتاتين الفقيرتين لأساعدهما .
وهنا لم أضيع الوقت ....
- حسنا , إنني أريد منك خدمة .
رايت نظرة الموافقة في عينيها فاستطرت :
لدي صديق يبحث سيأتي هنا اليوم ليترك لي ظرفا أريد أن أستلمه غدا , فهل لكي أن تحتفظي به لي ؟
أجابت بخجل شديد وبتردد :
ولكني لا اعرف اسمك سيدي !!
ابتسمت وقلت لها وأنا أهم بالإنصراف , سيتركه باسم " مهند "
مهنـــد
هاهو يوم جديد يضيع بين التأملات والتخيلات الزائفة
ولكن هذه المرة ليس مع الشكل فقط وإنما شكلا وإسما وكلمات صرت أحفضها عن ضهر قلب , وتسارع الاحداث جعل من تسارع نبضات قلبي أسرع , ويا ترى ما هذه الثقة الزائدة التي تجعل من مهند يضع الثقة في هذه الفتاة ويترك عندها أمانة ما !!
يا إلاهي ..
أفكر في قلبي وأنسى حياتي
أخرج من الواقع إلى اللاواقع من الأرض إلى اللاأرض
أفكر فيه ....... في كلماته ....... في تردده ........ في جرأته ............ في خوفه .
بينما انا من يجدر بي الخوف ... فحياتي على المحك . ================================== | |
| | | Tarhoni عضو مشرف
عدد الرسائل : 209 السٌّمعَة : 19 نقاط : 59253 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| | | | بنت ليبيا المراقب العام
عدد الرسائل : 585 العمر : 35 البلد : الجنس : مزاجى : هوايتى : السٌّمعَة : 22 نقاط : 62542 تاريخ التسجيل : 12/12/2007
| موضوع: رد: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني الخميس 5 فبراير - 17:42:18 | |
| راااااااااااااائع اخي الترهوني ....تحياتي ليك وشكرا عالمجهود الرائع ومزيدا من التقدم | |
| | | ورده ليبيا عضو مشرف
عدد الرسائل : 164 العمر : 32 الموقع : قمة ليبيا العمل/الترفيه : مافيش شى محدد السٌّمعَة : 6 نقاط : 62486 تاريخ التسجيل : 23/12/2007
| موضوع: رد: سلسلة بائع الكلمات من الترهوني السبت 28 فبراير - 18:14:50 | |
| السلام عليكم
أخي "ترهوني" .. ماشاء الله أبدعتنا ... مزيدا من المواضيع .. المتميزة ... | |
| | | | سلسلة بائع الكلمات من الترهوني | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|