## ألعاب أبي !!..

أبي.. رجل كامل متكامل، ليس رجل كالرجال فهو أب.. أب ليس كالآباء فهو أبي.. غني و مَـلِـكٌ لممتلكاته..

فلأبي بيت فاخر، وسورٌ عظيمٌ، وأرضٌ واسعةٌ.. له ما تحتها وما عليها وما
فوقها وحتى السماء.. بل إلى سابع سماء، بل إلى ما لا يعلم وله كل ما كسبت،
لأبي سيارة فخمةٌ ساحرةٌ، وسربُ سياراتٍ"؛ في البيتِ شَعْبُ تماثيلٍ
أفريقيةٍ، وأزهارٌ ملكيةٌ، ومصرفٌ تجاريٌّ، ومنجمُ ذهبٍ، وأطنانٌ من
الكرستالِ، وعشرون ألف مفتاح..

لأبي حظيرة، وللحظيرة بهائم، وللبهائم جلاد.. يخاف أبي كما البهيمة منه، أبي.. ذاك الذي لا يخاف !..

لأبي شهادات وأوراق مختومة أعجمية، وسيرة ذاتية.. مملة بطولها.. مملة ببطولاتها..

لأبي أشياء كثيرة أخرى، أشياء من شأنها أن ترفع من شأنه أمام الناس.. وأنا.. "أطز في الناس" !!..

لأبي أحذية تخلص منها.. لأنها [ تمنعه من المشي مرحاً في الأرض ].. و أنا "أطز في الأرض والدنيا" !!..

لأبي منخفضات قام بدفنها.. للبقاء مرتفعا بين الناس.. وأنا.. "أطز في المكانة الاجتماعية"..

أبي.. يخلط بيني وبين ممتلكاته من العبيد.. فأحيانا يظنني عبدٌ ..

وأحياناً.. تمثال.. يشوه جمال تماثيله الأفريقية !..

وأحياناً شهادة.. يجب أن تختم بـ"ممتاز" كباقي شهاداته، لترفعه درجات أخرى أمام الناس ( و لا زلت أطز في الناس ) !..

أو لعبة أسمها "ابن"، موقعة "Barbie" تعامل بالمثل تماما.. لَـبِّـسها ما تشاء وعرِّيها متى شئت !..

أعترف يا أبي.. نصفي لك..

جسدي، ونصف دينٍ يأمرني بالبِرَّ..

و نصف آخر.. لي.. وليس لك.. وليس للناس .. ولا حتى لكَ للناسِ ..

فأنا كالعادة.. "أطز في الناس وفي الممتلكات" !..

من أرْوج .. قصص الواقع !!