منيرة النائب العام للإدارة
عدد الرسائل : 106 السٌّمعَة : 18 نقاط : 59264 تاريخ التسجيل : 30/11/2008
| موضوع: عفواً يا غزة ... إنها لا تباع معلبة. الثلاثاء 13 يناير - 12:38:44 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }
سورة القمر الآية 45
*****
لا شئ يدعوكم لان تقرأ ، فأنا لن أكتب شيئاً جديداً أو مختلفاً ، فقد رأيتموه مراراً على الشاشات حتى انفطرت قلوبكم بما يكفي ، أنا فقط أحاول أن أجهز على البقية الباقية فيكم ؛ المكلومة بما يحدث في " غزة " .
غزة .. بقعة أرض صغيرة ، تحمل قضية ناءت بحملها الأمة ، فبعد أن كانت قضية الأمة الإسلامية حتى وقت قريب ، جاءت البغال القومية لتصبح بعدها "فلسطين" قضية العرب الاولى ، وحين انهارت مرضعتهم الحمراء ، وأفل نجم مشائخ الطريقة اللينينية نفضوها عنهم بقوة فسقطت في حجر اوسلو ، واجتمع الطبال والرقاصة وفرقة العوالم وانتشى عرفات مبتسماً وهو يصافح رابين فقد حصل أخيراً على "سلطة فلسطينية" قامت على رقعتي أرض هما الضفة الغربية بالنسبة لأهل الأردن وشقيقتها الصغرى "غزة" ، مات بطل اوسلو بسم الرفاق وآلت الأمور إلى الديمقراطي عباس بطل أنابولس ، ودخلت حماس بنفس الشرعية التي دخلوا بها ، ولأنها حماس ، ياسين ، والرنتيسي ، والزهّار ، والآف المقاومين والاستشهاديين ، فقد صارت شوكة في فراش " شالوم " وأقضت مضجعه ، فهي لم ولن تعترف به ، وفلسطين عندها من البحر إلى النهر وليست بقعتي أرض ، فلسطين أرض واحدة ، عند حماس ( 1/2 لا يمكن ان = 1 ) ، عند حماس الواحد عدد صحيح ولن تقبل بأي كسور ، لذا وجب على شالوم كسرها ، فكان ابن سلول جاهزاً بأجهزته الأمنية ، ومكاتبه الاستشارية في عواصم كامب ديفيد ، ووادي عربة وبإشراف "العم سام" ترسم له خارطة الطريق ، فخرج عن الطرق ، وتاه في مفاوضات الحل النهائي بين اللجنة الرباعية وشرم الشيخ متكئاً على مبادرة عربية هزيلة لا تعدوا كونها حجة لباقي العواصم لتستقبل دون خجل أبناء شالوم بقبعاتهم الصغيرة وحقدهم الكبير. فأخذت حماس المبادرة واحتضنت غزة واحتضنتها وهمست لها "لن يفرق بيننا سوى الموت ، ولو كان بمباركة الرفاق وإخوة العروبة ".
غزة تعرف.. أن الدم الذي يروي ترابها هو من حماس ، وأن القرآن الذي تتشربه هو من حماس ، وأن النصر أو الاستشهاد تحمله حماس على نواصي أبنائها. غزة تعرف كل هذا .. وتريده .. وترتاح إليه ، فحلت عليها لعنة الحصار والتجويع ، وأصبح وجهها شاحباً بعد أن قطعوا عنها كل شئ ، فربطت على بطنها حجر العزة .. وصبرت ، وجاءت دماء أبنائها لتغذي أوصالها من جديد ، ولتزفهم بدورها إلى السماء كباراً وصغاراً ، رجالاً ونساءً في قوافل متلاحقة وبأعداد متزايدة ، فلن يفرق بينهما سوى الموت.
غزة .. سجن كبير ، وعلى كل باب عتل عربي " عبري " زنيم يعلن على الملأ أنه حذر وأنذر والشماتة تطفح على وجهه ، والمعابر لا تفتح إلا للموتى.
غزة ليست نيويورك ، لهذا لم يكلف الوليد بن طلال نفسه عناء الذهاب إليها أو التبرع لها ولو بألف ريال ، كما فعل على أنقاض مركز التجارة ، ربما لأنها أطهر بكثير من مليارته.
غزة .. ليست أسهم أو سندات في سوق خاسرة لذلك لم نسمع بمن أصابته " الجلطة " أو خلع ثيابه أمام الملأ في هستيريا وإثارة لا مثيل لها ، إنها أكبر من مضارباتهم .
الموت في غزة .. رقم في نشرات الأخبار ، يتصاعد بمتوالية هندسية علي رأس كل ساعة
باختصار
غزة .. عزة
وطائفة منصورة "بإذن الله" ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس
غزة .. عزة
و الموت بكرامة ، ومن أجل الكرامة ، على أرض الكرامة.
أما أنتم
فيكفيكم الدعاء لهم ، فجهاد النفس أولى عندكم
لكم طوابير المحلات التجارية ، وطوابير تذاكر الحفلات الراقصة ، لكم طوابير ملاعب الكرة .
موتوا بسياراتكم الفارهة على جنبات الطرق ،
موتوا على ركح مسرح لتصبحوا شهداء الفن ، موتوا بطلقة بعد ليلة ماجنة ، لتصبحوا مادة إعلامية في صباح اليوم التالي.
موتوا بجرعات الهرويين ، ومخدر الحشيش "الطلقة" الإسرائيلي ، والارتان "الصليبي".
موتوا بضغط مرتفع سببه " الفياغرا " شبقاً على أقدام غانية رخيصة.
موتوا بالمعلبات منتهية الصلاحية.
موتوا بكل معلب مستورد منهم.
أما الموت من أجل الكرامة فأقول لكم ، دعوه لأهل غزة
لا يمكنكم الموت من أجلها ، لأنها لا تباع معلبة.
| |
|
العبرود وزيادا شلافطى عضو مشرف
عدد الرسائل : 460 العمر : 34 الموقع : قمة ليبيا / elksad.com العمل/الترفيه : النت والعكسة فى الشارع والتدهريزة مع الشر أوسمة المنتدي : السٌّمعَة : 11 نقاط : 62191 تاريخ التسجيل : 23/12/2007
| موضوع: رد: عفواً يا غزة ... إنها لا تباع معلبة. الجمعة 13 مارس - 15:00:42 | |
| شكرا على الموضوع المتناسق | |
|