ياسين بقوش: دريد لحام يريد أن يكون أستاذا علينا
الممثل الليبي الأصل يقول إن هناك مؤامرة على الدراما السورية
<table width=380 border=0><tr><td align=middle></TD></TR> <tr><td class=caption>الفنان السوري (الليبي) ياسين بقوش («الشرق الاوسط»)</TD></TR></TABLE> |
هشام عدرة
ينتمي الممثل السوري «الليبي الأصل والجذور» ياسين بقوش إلى جيل مؤسس الكوميديا السورية، الذي انطلق في بداية ستينات القرن الماضي مع أقطاب الكوميديا السورية دريد لحام ورفيق سبيعي وناجي جبر ونهاد قلعي وغيرهم.. وقدم عشرات الأعمال التلفزيونية السينمائية الكوميدية، حيث اشتهر بشخصية «ياسينو» على الشاشة الفضية. وفي السنوات الأخيرة شارك بقوش في عدد من الأعمال الكوميدية والتاريخية ومنها ما اعتمد عليه كممثل رئيسي مثل «ياسين تورز» و«ياسين في المطبخ» وشارك بدور حاخام يهودي في المسلسل التاريخي «سيف بن ذي يزن»، كما يعمل حالياً في بطولة مسرحيات كوميدية تقدم على مسارح العاصمة السورية دمشق. «الشرق الأوسط» التقت بياسين بقوش في دمشق فكان هذا الحوار...
> انطلقت مع دريد لحام ورفيق سبيعي وناجي جبر ونهاد قلعي ولكن تركتهم ولم تعمل مع دريد لحام الذي أسس خطاً خاصاً به وكان غزيراً فنياً ومسرحياً وتلفزيونياً؟ ـ حكايتي مع دريد وعلاقتي معه سأتكلم عنها بكل بساطة، ففي مسلسل «أحلام أبو الهنا» عرض علي دريد أن أعمل معه في المسلسل، فقرأت النص، واعتذرت عن العمل فيه، وكذلك الحال في مسلسل «عودة غوار»، فبعد ان قرأت النص وجدت أن الشخصية المكتوبة «لياسينو» لا تنطبق علي، فشخصية «ياسينو» التي قدمني بها نهاد قلعي في «صح النوم» و«حمام الهنا» مسلسلات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كان لها رمز لديه وهي شخصية الشعب العربي الطيب الذي يحب الجميع والمخلص لأرضه وكانت شخصية حسني البورظان ـ نهاد قلعي ـ ممثل «الفكر العربي» بينما غوار الطوشة كان دوره يمثل الفكر المتآمر على الفكر العربي وعضلات هذا الفكر المتآمر كانت شخصية «أبو عنتر» وشخصية فطوم حيص بيص «أدتها نجاح حفيظ» وتمثل الأرض العربية «هذه كانت رموز العمل الذي قدمت المسلسل» ولكن في مسلسل «عودة غوار» كان دور «ياسينو» أنه يتأخر على صديقه ويدخله السجن بجريمة قتل ظلماً وبهتانا، وهذا لا يتطابق مع شخصية «ياسينو» الطيب الذي يمثل الشعب العربي، ولذلك اعتذرت لأن الجمهور سيضربني بالشارع إذا شاهدني أتأمر على غوار الطوشة. وبالنسبة لعلاقتي مع دريد حالياً فهي علاقة زملاء فقط في المهنة «مرحبا مرحبتين» أما علاقات فنية فلا توجد لأن لكل واحد منا وجهة نظر مختلفة. ففي السابق كان هناك خلدون المالح مخرجاً ونهاد قلعي كاتباً، وبعد أن أحبوه وتركوه أراد أن يعمل أستاذاً وهذا لا يناسبني، خاصة أن الدراما عمل جماعي وليس فردياً ولا توجد فيها «أستذة».
> لماذا لم تغير شخصية «ياسينو» في أعمالك التلفزيونية كما فعل دريد مع شخصية غوار وناجي جبر مع أبو عنتر ورفيق سبيعي مع أبو صياح؟ ـ أنا عملت في المسرح شخصيات عديدة ومنها دور المهرج في الملك لير، ولكن في نهاية الستينات عملت مسلسل «الزقاق المائلة» وكان دوري فيه درويش الحارة، وأطلقت شخصية «ياسينو» على الدور وهي تبتعد عن اسمي «ياسين» ولقبي بقوش الحقيقي، وكان جدي أبو والدي ليبي الأصل ولاستقراره في دمشق قصة تاريخية، ففي فترة الحج مرض جدي وتركه رفاقه في مكة المكرمة وعندما شفي جاء من مكة إلى الشام وبقي فيها ولم يتابع السفر إلى ليبيا بسبب مشقة السفر، حيث وسيلة النقل كانت هي الدواب والجمال، فتزوج من الشام وأنجب والدي، ولم اعرف أن جذورنا من ليبيا إلاّ بعد أن عُرفت أنا وصرت أشاهد في التلفزيون في ليبيا، حيث راسلتني عمة لي «شقيقة والدي» من زوجة جدي الليبية، وجاءت في عام 1976 وتعرفت علينا وعرفت أننا من منطقة «زوارة» على الحدود بين تونس وليبيا، وبعد ذلك عرفت أن اسم بقوش جاء من البقاش «في مصر يقولون بكاش» وهي كلمة بربرية تعني «الكذاب» وعلى أية حال، فشخصية «ياسينو» لم تزعجني، بل حمتني من الغوغاء الذين إذا نادوني في الشارع بـ«ياسينو» فلن أغضب، فهذا اسمي وكلنا يتذكر ما حصل للراحل نهاد قلعي عندما نادوه «بورظان» فانزعج وقاموا بضربه بالكراسي وشلّ الرجل، وشخصية «ياسينو» محببة لدى الجمهور.
وأذكر حادثة طريفة حصلت معي، فحينما كنت في سبعينات القرن الماضي أسير بشارع أبو رمانة بدمشق، فإذا بطفلين يركضان خلفي ولحق أحدهما بي وسلم عليّ قائلاً: مرحبا عمو كم هي الساعة الآن فأجبته الساعة الآن، فضحكت كثيراً من هذا الموقف وهو ما يعني أن شخصيتي مؤثرة جدا في الجمهور ومقنعة. > كيف تنظر إلى تجارب الكوميديا والكوميديين السوريين حالياً، خاصة تجارب بقعة ضوء ومرايا وغيرها؟ ـ أحببت كثيراً عمل بقعة ضوء لأنه امتداد للفنان عمر حجو وأفكاره في مسرح الشوك، خاصة ان مخرج بقعة ضوء هو ابنه الليث حجو وهو يقدم أفكار والده، لكن بعد أن تركه الليث حجو وبدأ الآخرون يكتبون لبقعة ضوء «ميعّوها» وبرأيي فإن الجيل الجديد من الكوميديين السوريين موهوبون وجيدون، ولكنهم بحاجة للنص الجيد. > ما رأيك في تجربة الممثلين السوريين الذين يعملون مع الدراما المصرية؟
ـ في عام 1974 كنت في القاهرة ودعاني عادل صادق وكان مديراً للقناة الثانية في التلفزيون المصري لأن أعمل في مسلسل مصري عنوانه «النمس» وأعطاني النص.. قرأته وقلت له انه نص جميل وسألته بأي لهجة سأؤدي الدور قال لي باللهجة المصرية فاعتذرت، لأني لن أستطيع إعطاء هذه اللهجة حقها، خاصة في دقائق كلماتها ومخارج ومداخل الألفاظ المصرية، فقال لي ولكن نرغب في أن تعمل معنا فأنت ممثل محبوب في العالم العربي، فقلت له عندما سيشاهدني المتفرج العربي أتكلم باللهجة المصرية وبشكل رديء سيسبني.
> يعني أنه عرض عليك العمل قبل الآخرين في الدراما المصرية؟
ـ نعم، وأنا أصلاً متزوج من امرأة مصرية ومن القاهرة، ووجدت أنه إذا لم أسكن بالقاهرة سنة متصلة فلن أجيد مفردات اللهجة المصرية بشكل جيد، ولقد شاهدت جمال سليمان في «حدائق الشيطان» وفي «أولاد الليل» فهو لم يستطع أن يقدم ولا 5% من اللهجة المصرية والكثير من الممثلين المصريين وقفوا ضد مشاركة السوريين في المسلسلات المصرية.
> ولكن ما زال العديد يعمل مع الدراما المصرية ومطلوبين من قبل المنتجين والكتاب المصريين؟ ـ هناك مؤامرة على الفنانين السوريين يريدون أخذهم إلى مصر للعمل وإفراغ الدراما السورية، والوسيلة هنا هي الترغيب المادي، فالممثل السوري الذي يأخذ عن الدور هنا في سورية مليون ليرة يعطونه في مصر 12 مليونا، وبالتالي هذا الممثل لن يعود ليعمل مع الدراما السورية. > كيف تنظر إلى الكوميديا والدراما الخليجية؟ ـ يعجبني مسلسل «طاش ما طاش» وهو يذكرني بمسرح الشوك عندنا، والشيء الجيد أنهم يقدمون مواضيع تخص الخليج ويحاولون تقديمها بشكل جيد. بينما شاهدت أعمالاً لآخرين لممثل كوميدي يقدم أعمالاً مفبركة من أغاني لمطربين عرب «مونولوجات» لم تعجبني لأنه لا يضحك وقد يضحك الصغار ولكن لا يضحك الكبار فهي عبارة عن «ضوجان» ليس له فائدة بعكس «طاش ما طاش»، كذلك شاهدت مسلسلا دراميا خليجيا يقدم مواضيع عائلية وعلاقات إنسانية وكنت أتابعه مع بعض الأصدقاء قلت لهم: «إن الدراما الخليجية ستحتل الساحة فنياً قريباً».