خاطبات يسعين لحل مشكلة تراجع عدد المواليد في اليابان

تتوجه ايكوكو جوريو لمنزل جارتها لاحتساء الشاي وتناول الكعك وتقديم صورة شاب عازب.

وتقول "انه زوج جيد. يعمل في الحكومة المحلية وربما تملك اسرته منزلا."

وتفخر جوريو بانها عضو في جماعة تضم مئتي خاطبة في فوكوي يقوم اعضاؤها بزيارة منازل العزاب في محاولة للعثور على شريك لحياتهم ورفع معدل المواليد في المنطقة الخاملة بغرب اليابان.

وساعدت الجماعة التي تمولها الحكومة في اتمام نحو 50 زيحة في العام الماضي.

ويرجع للجماعة الفضل في مساعدة فوكوي على ان تكون الوحيدة من بين 47 منطقة يابانية التي زاد فيها معدل الخصوبة في عام 2005. وانخفض المعدل الوطني لمستوى قياسي عند 1.26 في المئة بينما بلغ معدل الخصوبة في فوكوي 1.47 في المئة في نفس العام. ومعدل الخصوبة هو متوسط عدد الاطفال الذين ترزق بهم المراة في حياتها.

وتعكس مهام جوريو من الطرق على الابواب الى تنظيم حفلات تعارف المصاعب التي تواجه اليابان لوقف تراجع معدل المواليد بل وزيادته في ظل زيادة سريعة لعدد المسنين.

ويتوقع ان يتراجع تعداد سكان اليابان البالغ حواي 128 مليون نسمة في السنوات المقبلة مع تجاوز عدد المسنين عدد المواليد بفارق كبير. ويوجد في اليابان اعلى نسبة من المسنين اذ يمثل من هم في الخامسة والستين من عمرهم أو اكبر 20 في المئة من اجمالي تعداد السكان.

وتقول شوكو ميتسوناري رئيسة المجموعة وهي في الثمانينات من عمرها ان اتمام الزيجات وانجاب اطفال لم يعد امر سهلا وهو امر لم يكن ليخطر لها على بال في شبابها حين كان النساء يتزوجن في سن العشرين.

وتابعت "بنبغي ان يعلم الناس ان البلد سيفنى بكل بساطة اذا لم يتزوجوا وينجبوا اطفالا. ليست مشكلة افراد فحسب."

ويعزو اكاديميون جذور مشكلة تراجع عدد المواليد للنمو السريع للاقتصاد في السبعينات حين التحق عدد أكبر من النساء بالجامعات وبدأوا العمل في وظائف دائمة.

ومنذ ذلك الحين اجلت اعداد متزايدة من النساء قرار الانجاب او اخترن عدم الزواج والانجاب من الاساس.

ويقول ماكوتو اتوه من جامعة واسيدا في طوكيو ان هذه الظاهرة لا تقتصر على اليابان ولكنها تخلفت عن دول مثل السويد والولايات المتحدة وفرنسا في ايجاد حلول لمساعدة الوالدين علي الموازنة بين العمل والاسرة.

ويقول اتوه "غالبا ما تتهم الحكومة بانها لا تبذل جهودا كافية ولكن هذا ليس صحيحا اذا نظرنا لكيفية خفض ساعات العمل وبناء مراكز لرعاية الاطفال. الواقع ان الناس لا يستغلون ماهو متاح."

وتوهن ساعات العمل الطويلة لرجال ونساء طموحين فضلا عن اجتماعات عمل في ساعة متأخرة من الليل الحياة الاسرية كما ان التكلفة الباهظة لخدمات رعاية الاطفال لا يحفز على تكوين اسرة.

وقال "لم يهتم احد بمشكلة ساعات العمل الطويلة في السابق لان نقابات العمال كانت ضعيفة ولكن هذا الوضع ينبغي ان يتغير اذا ارادوا التشجيع على انجاب اطفال."

وربما يتغير الوضع مع بدء شركات كبيرة تقديم مساعدات اكبر لتنشئة الاطفال واجازات للعاملين الذين لديهم اطفال.

وتعتزم مجموعة شركات سوفتبنك كورب لخدمات الانترنت منح الموظف 50 الف ين (425 دولارا) حين يزرق بطفله الاول ومئة ألف ين للطفل الثاني أو يزيد المبلغ لاصحاب الاسر الاكبر عددا. ويحصل من يرزقون بالطفل الخامس على خمسة ملايين ين.

والمأمول ان تساعد مثل هذه الخطوات اليابان على اصلاح الخلل في التوزيع الديموغرافي للسكان اذ يتوقع ان ينخفض نسبة من هم دون الرابعة عشر او أقل الى ثمانية في المئة بحلول عام 2055 من 14 في المئة حاليا مما يثير مخاوف بحدوث ازمة معاشات تقاعد ونقص عمالة ويضر باحتمالات النمو الاقتصادي على المدى البعيد.

وتسمح سوفتبنك كورب للعاملين بخفض ساعات عملهم والحصول على اجازات اكثر اثناء تنشئة الاطفال.

وتقول المتحدثة ماكيكو ارياما "سيفيد شركتنا على المدى الطويل. نريد منع النساء اللائي يردن ترك الشركة حين يضعن اطفالا."

وفي شركة ماتسوشيتا الكتريك اندستريال للاكترونيات سيكون من حق نحو نصف العاملين البالغ عدد 76 الفا ممارسة عملهم من المنزل ليوم واحد او يومين اسبوعيا بداية من ابريل نيسان.